صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٤٠ -

فإذا أرادوا تصوير الحرية مجسمة نحتوا لها تمثال امرأة. وهكذا فعلوا بتمثيل الاتحاد والبلاغة والعمل وغيرها من الفضائل المجردة فإنهم يمثلونها بصورة امرأة. والفرنساويون من أكثر الأمم احتراماً للمرأة.

المرأة الفرنساوية

أخرجوا المرأة من ظلمات الجهالة وأطلقوا سراحها واعترفوا بحقوقها وساووها بالرجل ما له وما عليه. فبرزت من خدرها وتعاطت أعمال الرجال وسابقتهم في كثير من أعمالهم لأنها أقل أجرة من الرجل فكثر استخدامها فيما تستطيعه من المناصب والمهن. فمن النساء عندهم بائعات في المخازن وعاملات في المناجم والمصانع والمعامل وخادمات في المنازل وكاتبات في المتاجر والشركات وفي بيوت التلغراف والتلفون والبريد وحاسبات في المصارف وقد تعاطين أهم المهن العلمية كالمحاماة والطب والتحرير والشعر والتأليف والوعظ والعمل في معامل الكيمياء والبكتريولوجيا وغير ذلك. وأنشأن الجمعيات العلمية والأدبية والأندية الاجتماعية وألفن الأحزاب السياسية للمطالبة بحقوقهن وتعاطين كثيراً من الصنائع الحقيرة أو المتعبة فمنهن غارسات في الحقول ومنظفات في الشوارع — حتى سوق المركبات فقد شاهدنا واحدة منهن تسوق مركبة بالأجرة في شوارع باريس فأدهشنا ذلك فأخبرنا صديق كان معنا أن في باريس ١٢ سائقة مثل هذه