صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٣٦ -

بقي علينا النظر في أمرين مهمين من نظام الاجتماع عندهم نعني طبقة العامة والمرأة.

العامة

ومن قبيل النظام الاجتماعي أن تكون الأمة مؤلفة من طبقات ترجع إلى طبقتين: الخاصة والعامة ويختلف حال كل منهما باختلاف الأمم والأعصر وإن تشابها على الإجمال في كل بلد. فالخاصة وهم أهل الوجاهة والثروة يغلب أن يكونوا ممتازين في نفوذهم ومعيشتهم ويكون العامة تابعين لهم في أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على تفاوت ذلك بتفاوت أحوال المدنية وأنواعها.

فالعامة في التمدن القديم كانوا كما قال الإمام علي «همج رعاع أتباع كل ناعق» وقال معاوية «إنهم أشباه البهائم إن جاعوا ساموا وإن شبعوا ناموا» وهم نحو ذلك في الشرق إلى الآن إلا في بعض البلاد الراقية. أما في الغرب فقد تغيرت أحوالهم حتى أوشكوا أن يقلبوا نظام الاجتماع ولا سيما في البلاد الجمهورية ومنها فرنسا وهو موضوع كلامنا في هذا الباب.

العامة في فرنسا

إن العامة في فرنسا يختلفون عن عامتنا بأمور كثيرة: منها أنهم أرقى تربية وأوسع تعلماً فلا تجد فيهم من لا يحسن القراءة والكتابة. وحيثما توجهت ترى البوابين وساقة المركبات وصغار الباعة وخدم