صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ٢١ -

فالسابق يقف عند شباك التذاكر والذي يأتي بعده يقف وراءه وهكذا وقد تتألف من الواقفين سلسلة طويلة رأينا واحدة منها عند مرسح بمنشستر. والمرسح في بناء كبير قائم بنفسه رأينا المنتظرين وقوفاً في سلسلة طويلة وقد يحيطون بالبناء من أربع جهاته أولهم عن يمين شباك التذاكر وآخرهم عن يساره.

ومما يحسن استطراده ويهمنا أمره في هذا المقام أن قومساري الترامواي أو غيره من المركبات العمومية لا يحتاجون إلى مفتشين يتفقدون سيرهم خوفًا من السرقة كما هو حال الترامواي عندنا. وقد يكون للترامواي الفرنساوي أو الإنكليزي مفتشون ولكنهم لا يتفقدون المركبات إلا نادراً وقد ركبنا في تلك المركبات عشرات من المرات لم نشاهد فيها مفتشاً ولا لحظنا من القومساري مطمعاً في التذاكر كاستخدام التذكرة مرتين لراكبين أو قبض الجعل بدون أن يعطي التذكرة ولا رقيب عليهم من الشركة. ولعل السبب في ذلك أن الشركة تدفع لهم الرواتب الكافية لمعاشهم فلا يرون حاجة إلى السرقة. ولو أرادوا السرقة لا يجدون من الركاب من يوافقهم عليها كما يقع كثيرون بيننا حتى إن بعض ركاب الترامواي بمصر يحرض القومساري على سرقة الشركة بقوله: «بلاش تذكرة» فيعطيه القرش ولا يأخذ التذكرة. وذلك ناتج عن ضعف في الأخلاق لا نراه عند أولئك.