صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/136

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٠٨ -
(٦) إن عادة البخشيش شائعة في لندن لكنها أقل كثيراً مما في باريس لقلة القهوات والملاهي كما قدمنا.
(٧) لا تجد في الشوارع العمومية من بنات الرصيف ما تجده في باريس.

وسنعود إلى لندن عند الكلام عن المتاحف والآثار.

٤ - نظام الاجتماع فيها

نظام الاجتماع في إنكلترا يشبه على إجماله نظام سائر الممالك الأوربية من حيث العائلة والحكومة والمدرسة والكنيسة. لكنه يمتاز في إنكلترا بخصائص لا يخلو ذكرها من فائدة هاك أهمها:

١ - طبقات الأمة

لا يخفى أن إنكلترا أم الحكومات الدستورية وأقدم مَن اعترف بحقوق العامة. ومع ذلك فالأمة عندهم مؤلفة من طبقتين متباينتين لا تختلط إحداهما بالأخرى — نعني الخاصة والعامة أو الشرفاء والعمال والأعيان والعموم — وذلك من بقايا القرون الوسطى التي كان فيها اللورد صاحب الأرض وله السيادة هو وأهله على بلده وسائر الناس أعوان له أو عمال في مزارعه. وكان ذلك شأن أكثر أمم أوربا في عصر الإقطاع. لكن أكثرهم عدلوا عنه وساووا بين طبقات الأمة في الحقوق والواجبات. إلا الإنكليز فلا يزال لأهل السيادات القديمة حقوق يمتازون بها عن سواهم في بعض الأحوال