صفحة:رحلة جرجي زيدان إلى أوربا.pdf/137

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٠٩ -

السياسية والاقتصادية. ولكل من هاتين الطبقتين شأن خاص مستقل عن شأن الطبقة الأخرى. ونواب الأمة طبقتان في مجلسين: مجلس الأعيان ومجلس العموم. وقد ترى مثل هذين المجلسين في بعض الأمم الأخرى لكنه عند الإنكليز مبني على تسلسل الأرستقراطية من الأجيال الوسطى. ولا يزال كثير من الأرضين ملكاً للشرفاء يتوارثونها ولا يبيعونها بيعاً قاطعاً وإنما يبيعون مرافقها إلى أجل معين والغالب أن يبيعك الشريف الأرض تملكها إلى ٩٩٩ سنة فتدفع له ثمنها أو حق صيرورتها إليك بعد تلك المدة … ويبقى له عليك مال يتقاضاه كل سنة يتم الاتفاق عليه يسمونه في اصطلاحهم (chief) وقد يحتالون في تمليك الأرض حيلة شرعية فيتفق الشاري والبائع على مبلغ يدفعه الشاري مرة واحدة بدل الأقساط السنوية نحو ما تفعل الحكومة المصرية في استبدال معاش المستخدمين. فإذا دفع الشاري ذلك المال صار مالكاً للأرض. عرفنا صديقاً لنا في منشستر ابتاع منزلاً من أحد الشرفاء بألفي جنيه دفعها معجلاً وبقي عليه الأقساط (التشيف) نحو مائة جنيه يدفعها كل سنة. وأخبرنا أنه ينوي أن يستبدل الأقساط بألفي جنيه أخرى فيصير المنزل ملكاً له.

فالإنكليز عندهم الحرية والإخاء وليس عندهم المساواة. على أنهم عاملون على نزع تلك الامتيازات من الشرفاء. وقد أفلحوا في كثير من مطالبهم لكن المساواة الكلية يبطئ الوصول إليها