صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/96

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٨
حكاية صديق
 

وليتني أذكر غرابة ما قلت: «من أنت وكيف سرت وأين صرت؟ هل اتخذك الروح هيكلًا فقدَّسك، أم أنت تمثل أمامي دورًا شعريًّا؟» قال: «أي يا صديقي إن الروح قد حل علي وقدسني، الحب العظيم قد جعل قلبي مذبحًا طاهرًا، هي المرأة يا خليلي- المرأة التي ظننتها بالأمس ألعوبة الرجل، قد أنقذتني من ظلمة الجحيم وفتحت أمامي أبواب الفردوس فدخلت، المرأة الحقيقية قد ذهبت بي إلى أردن محبتها وعمَّدتني، تلك التي احتقرت أختها بغباوتي قد رفعتني إلى عرش المجد، تلك التي دنَّست رفيقتها بجهلي قد طهرتني بعواطفها، تلك التي استبعدت بنات جنسها بالذهب قد حررتني بجمالها ...تلك التي أخرجت آدم الأول من الجنة بقوة إرادتها وضعفه قد أعادتني إلى تلك الجنة بحنوِّها وانقيادي.»

في تلك الدقيقة نظرت إليه فوجدت المدامع تتلألأ