صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/94

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٦
حكاية صديق
 

والشراسة بوداعة، والطيش بحكمة، والإنسان لا يدري كيفية انعتاق النفس من عبودية المادة إلا بعد الانعتاق، ولا يعرف كيف تبتسم الأزهار إلا بعد مجيء الصباح.

٢

مرت الآيات آخذة بأعناق الليالي، وأنا أذكر ذلك الفتى بغصَّات مؤلمة، وأردف لفظ اسمه بتنهدات تجرح القلب وتدمي، حتى وافاني بالأمس كتاب منه قال فيه:

-تعال إلي يا صديقي فأنا أريد أن أجمع بينك وبين فتى يَسُرُّ قلبَك لقاؤه، وتطيب نفسك بمعرفته...

قلت: ويحي! أَيريد أن يشفع صداقته المحزنة بصداقة آخر على شاكلته، أوَلم يكن وحده أمثولة كافية لتعريف آيات الضلال؟ وهل يروم الآن تذليل تلك الأمثولة بآيات رفاقه كي لا يفوتني حرف من كتاب المادة؟ ثم قلت: «أذهب فالنفس تجني من العوسج تينًا بحكمتها.