صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
زيارة الحكمة
٧١
 

أيامي، المترنمة بصغري؟ ما هذا الشباب المتلاعب بأميالي، المستهزئ بعواطفي، الناسي أعمال الأمس، الفارح بتفاهة الحال، المستنكف من بطء الغد؟ ما هذا العالم السائر بي إلى حيث لا أدري، الواقف معي موقف الهوان؟ ما هذه الأرض الفاغرة فاها لابتلاع الأجسام المقرِّحة صدرها لسكنى المطامع؟ ما هذا الإنسان الراضي بمحبة السعادة ودون وصالها الهاوية، الطالب قبلة الحياة والموت يصفعه، الشاري دقيقة اللذة بعام الندامة، المستسلم للكرى والأحلام تناديه، السائر مع سواقي الجهالة إلى خليج الظلمة؟ ما هذه الأشياء أيتها الحكمة؟ ... »

فقالت: «أنت تريد أيها الْبَشَرِي أن ترى هذا العالم بعين إله، وتريد أن تفقه مكنونات العالم الآتي بفكرة بشرية وهذا منتهى الحماقة، اذهب إلى الْبَرِّيَّةِ تجد النحلة حائمة حول الزهور، والنسر ينقضُّ على الفريسة، ادخل