صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/88

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٧٠

زيارة الحكمة

***

في هدوء الليل جاءت الحكمة ووقفت بقرب مضجعي، ونظرت إلي نظرة الأم الحنون ومسحت دموعي وقالت: «سمعت صراخ نفسك فأتيت لِأُعَزِّيَهَا، ابسط قلبك أمامي فأملأه نورًا، سلني فأريك سبيل الحق» فقلت: «من أنا أيتها الحكمة، وكيف سرت إلى هذا المكان المخيف؟ ما هذه الأماني العظيمة والكتب الكثيرة والرسوم الغريبة؟ ما هذه الأفكار التي تمر كسرب الحمام؟ ما هذا الكلام المنظوم بالميل، المنثور باللذة؟ ما هذه النتائج المحزنة المفرحة، المعانقة روحي، المساوِرة قلبي؟ ما هذه العيون المحدقة بي، الناظرة أعماقي المنصرفة عن آلامي؟ ما هذه الأصوات النائحة على