صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٢
زيارة الحكمة
 

بيت جارك ترى الطفل مدهوشًا بأشعة النار، والوالدة مشغولة بأعمال منزلها، كن أنت كالنحلة، ولا تصرِف أيام الربيع ناظرًا أعمال النسر، كن كالطفل وافرح بأشعة النار ودع والدتك وشأنها، كل ما تراه كان ويكون من أجلك، الكتب الكثيرة والرسوم الغربية والأفكار الجميلة هي أشباح نفوس الذين تقدَّمُوك، الكلام الذي تحوكه هو الواصل بينك وبين إخوانك البشر، النتائج المحزنة المفرحة هي البذور التي ألقاها الماضي في حقل النفس وسوف يستغلها المستقبل...إن هذا الشباب المتلاعب بأميالك هو هو الفاتح باب قلبك لدخول النور، إن هذه الأرض الفاغرة فاها هي التي تخلص نفسك من عبودية جسدك، إن هذا العالم السائر بك هو قلبك، فقلبك هو كل ما تظنه عالمًا، إن هذا الإنسان الذي تراه جاهلًا وصغيرًا هو الذي جاء من لدن الله ليتعلم الفرح بالحزن، والمعرفة من الظلمة...»