صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/86

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٨
امام عرش الجمال
 

ودقات قلبي تقول ما لا يعرفه اللسان: «إن الجمال قوة مخيفة رهيبة». فقالت وعلى شفتيها ابتسامة الأزهار وفي نظرها أسرار الحياة: «أنتم البشر تخافون كل شيء حتى ذواتكم، تخافون السماء وهي منبع الأمن، تخافون الطبيعة وهي مرقد الراحة، وتخافون إله الآلهة وتعزون إليه الحقد والغضب وهو إن لم يكن محبة ورحمة لم يكن شيئًا.»

وبعد سكينة مازجتها الأحلام اللطيفة سألتها: «ما هذا الجمال؟ فقد تباين الناس بتعريفه ومعرفته مثلما اختلفوا بتمجيده ومحبته». قالت: «هو ما كان بنفسك جاذب إليه – هو ما تراه وتود أن تعطي لا أن تأخذ – هو ما شعرت عند ملقاه بأيادٍ ممدودة من أعماقك لضمه إلى أعماقك – هو ما تحسبه الأجسام محنة والأرواح منحة – هو ألفة بين الحزن والفرح – هو ما تراه محجوبًا وتعرفه مجهولًا وتسمعه صامتًا – هو قوة تبتدئ في قدس أقداس ذاتك وتنتهي