صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٦٦

امام عرش الجمال

***

هربت من الاجتماع وهِمْتُ في ذاك الوادي الوسيع متبعًا مجاري الجدول تارة ومصغيًا إلى محاورات العصافير طورًا، حتى بلغت مكانًا حمته الأغصان من نظرات الشمس فجلست أسامر وحدتي وأناجي نفسي، نفس ظامئة رأت كل ما يرى سرابًا، وكل ما لا يرى شرابًا.

ولما انطلقت عاقلتي من محبس المادة إلى فضاء، التفتُّ فإذا بفتاة واقفة على مقربة مني، حورية لم تتخذ من الحلي والحلل سوى غصن من الكرمة تستر به بعض قامتها، وإكليل من الشقيق يجمع شعرها الذهبي ... وإذ عَلِمَتْ من نظراتي أنني صرت مسلوب الفجأة والحيرة، قالت: