صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/82

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٤
الدهر والامة
 


فنظر الشيخ إليها نظرة الأب وقد أخفى منجله على أثوابه، وقال:

«ما أخذت منك يا سوريا إلا بعض عطاياي، وما كنت ناهبًا قط بل مستعيرًا أرد، ووفيًّا أرجع، واعلمي أن لأخواتك الأمم نصيبًا باستخدام مجدٍ كان عبدك، وحقًّا بلبس رداء كان لك، أنا والعدل أقنومان لذات واحدة، فلا يجمل بي سوى إعطاء أخواتك ما أعطيتك، ولست قادرًا على تسويتكن في محبتي لأن المحبة لا تنقسم إلا على السواء، لك يا سوريا أسوة بجاراتك مصر وفارس واليونان إذ لكل منهن قطيع يشابه قطيعك، ومرعى نظير مرعاك. إن ما تدعينه انحطاطًا يا سوريا أدعوه نومًا واجبًا يعقبه النشاط والعمل، فالزهرة لا تعود إلى الحياة إلَّا بالموت، والمحبة لا تصير عظيمة إلا بعد الفراق»

واقترب الشيخ من الفتاة ومدَّ يده قائلًا: «هزي يدي