صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/78

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٠
الارملة وابنها
 

في الربيع وضحكت في الصيف وتأوَّهت في الخريف تريد أن تبكيني الآن، ومن دموعها الباردة تستقي الحياة الرابضة تحت أطباق الثرى. نم يا ولدي ففي الغد تستيقظ وترى السماء صافية الأديم، والحقول لابسة رداء الثلج الناصع مثلمًا ترتدي النفس ثوب الطهر بعد مصارعة الموت. نم يا وحيدي فوالدك ناظر الآن إلينا من مسارح الأبدية، وحبَّذا عاصفة وثلوج تقربنا من ذكر النفوس الخالدة. نم يا حبيبي فمن هذه العناصر المتحاربة بعنف سوف نجني الأزهار الجميلة عندما يجيء نيسان، كذا يا ابني لا يستثمر المحبة إلا بعد بعاد أليم، وصبر مُرٍّ وقنوط متلف. نم يا صغيري فسوف تأتي الأحلام العذبة إلى نفسك غير خائفة من هيبة الليل وبطش البرد».

ونظر الصبي إلى أمه وقد كحل النعاس عينيه وقال: «لقد أثقل أجفاني الكرى يا أماه وأخاف أن أنام قبل تلاوة