صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/79

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الارملة وابنها
٦١
 

الصلاة، فعانقته الأم الحنونة ونظرت من وراء الدموع إلى وجهه الملائكي ثم قالت: «قل معي يا ولدي: أشفق يا رب على الفقراء وارحمهم من قساوة البرد القارس واستر جسومهم العارية بأيديك، انظر إلى اليتامى النائمين في الأكواخ وأنفاس الثلج تكلم أجسامهم، اسمع يا رب نداء الأرامل القائمات في الشوارع بين مخالب الموت وأظفار البرد، امدد يدك يا رب إلى قلب الغني وافتح بصيرته ليرى فاقة الضعفاء المظلومين. ارفق يا رب بالجائعين الواقفين أمام الأبواب في هذا الليل الظلوم، واهدِ الغرباء إلى المآوي الدافئة وارحم غربتهم، انظر يا رب إلى العصافير الصغيرة، واحفظ بيمينك الأشجار الخائفة من قساوة الرياح، ليكن هذا يا رب».

ولما عانق الكرى نفس الصبي مددته والدته على فراشه وقبلت جبهته بشفتين مرتجفتين، ثم رجعت وجلست أمام الموقد تنسج له الصوف رداء.