صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٢
الامس واليوم
 


ويقودها إلى مغائر الجهل، ولم أدرِ ما يحسبه الناس مجدًا كان وا حَرَّ قلباه جحيمًا....»

وقام الموسر من مكانه ومشى ببطء نحو قصره متأوِّهًا مرددًا: «أهذا هو المال؟ أهذا الإله الذي صرت كاهنه؟ أهذا ما نبتاع بالحياة؟ من يبيعني فكرًا جميلًا بقنطار من الذهب؟ من يأخذ قبضة من الجواهر بدقيقة محبة؟ من يعطني عينًا ترى الجمال ويأخذ خزائني؟»

ولما وصل إلى باب القصر نظر نحو المدينة نظرة أرميا إلى أورشليم وأومأ بيده نحوها كأنه يرثيها وقال بصوت عالٍ: «أيها الشعب السالك في الظلمة، الجالس في ظل الموت، الراكض وراء التعاسة، القاضي بالباطل، المتكلم بالحماقة، إلى متى تأكل الشوك والْحَسَكَ وترمي الثمار والزهر إلى الهاوية؟ حتى متى تسكن الوعر والخرائب تاركًا بستان الحياة؟