صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الامس واليوم
٥٣
 


لماذا ترتدي الأطمار البالية تاركًا ثوب الدمقس؟ قد انطفأ سراج الحكمة فاسقِهِ زيتًا، وخرَّب ابن السبيل كَرْمَ السعادة فاحرسه، وسرق اللص خزائن راحتك فانتبه!»

في تلك الدقيقة وقف أمام الغني فقير ومد يده متسولًا، فنظر إليه وقد انضمت شفتاه المرتجفتان، وانبسطت سحنته المنقبضة، وانبعث من عينيه نور لطيف، كان بالأمس الذي رثاه بقرب البحيرة قد مَرَّ مسلِّمًا فاقترب من المستعطي وقبَّله قُبلة المحبة والمساواة، وملأ يده ذهبًا، وقال والرأفة تسيل من كلماته: «خذ يا أخي الآن، وعد غدًا مع أترابك واسترجعوا أموالكم». فابتسم الفقير ابتسامة الزهرة الذابلة بُعَيْدَ المطر وراح مسرعًا، حينئذٍ دخل الموسر إلى قصره قائلًا: كل شيء حسن في الحياة حتى المال لأنه يُعَلِّمُ الإنسان أمثولة. إنما المال