صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٩
بين الكوخ والقصر
 

الفاكهة وطاب من الألوان، ودارت الكؤُوس على الجميع فلعبت بنت الكرمة في عقولهم حتى ألعبتهم

جاء الصباح وفرق شمل أولئك الأشراف الأغنياء بعد أن أضناهم السهر، وسرقت عاقلتهم الخمرة، وأتعبهم الرقص، وأذبلهم القصف، وذهب كلٌّ إلى فراشه الناعم

٢

بعد أن غابت الشمس وقف رجل يرتدي أثواب الشغل أمام باب كوخ حقير، وقَرَعَ ففُتح له ودخل وحيَّى مبتسمًا، ثم جلس بين صبية يصطلون بقرب النار، وبعد ردهة هيَّأت زوجته العشاء فجلسوا جميعًا حول مائدة خشبية يلتهمون الطعام، ثم قاموا وجلسوا بقرب مسرجة ترسل سهام أشعتها الصفراء الضعيفة إلى كبد الظلمة

وبعد مرور الهزيع الأول من الليل قاموا بسكينة كلية، واستسلموا لملك الرقاد.