صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/108

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٠
بين الكوخ والقصر
 


جاء الفجر فهَبَّ ذلك الفقير من نومه وأكل مع صغاره وزوجته قليلًا من الخبز والحليب، ثم قبَّلهم وحمل على كتفه معولًا ضخمًا وذهب إلى الحقل ليسقيه من عرق جبينه ويستثمر ويطعم قواه أولئك الأغنياء الأقوياء الذين صرفوا ليلة أمس بالقصف والخلاعة

طلعت الشمس من وراء الجبل، وثقلت وطأة الحر على رأس ذلك الحارث، وأولئك الأغنياء ما برحوا خاضعين لسِنة الكرى الثقيل في صروحهم الشاهقة

هذه مأساة الإنسان المستتبة عَلَى مرسح الدهر، وقد كثر المتفرِّجون المستحسنون وقلَّ من تأمل وعقل