صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٨٨

بين الكوخ والقصر

١

جاء المساءُ وشعشعت أنوار الكهربائية في صرح الغني، فوقف الخدام على الأبواب بملابس مخملية وعلى صدورهم الأزرار اللامعة ينتظرون مجيء المدعوين

صدحت الموسيقى بأنغامها المطرِبة، وتقاطر الأشراف والشريفات تجرهم الخيول المطهمة نحو ذلك القصر فدخلوا يرفلون بالملابس المزركشة، ويجرون أذيال العزازة والفخر.

قام الرجال ودَعَوُا النساء للرقص فوقفن واخترن الأعزاء، وأصبحت تلك المقصورة روضة تمر بها نسيمات الموسيقى فتتمايل أزاهرها تيهًا وإعجابًا.

انتصف الليل فمدت سفرة عليها كل ما عَزَّ من