صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بالإهتمامات العاطفية ، وذهنه بالثقافة، فإنه يستطيع أن يستبقى حيويته بعد الستين عشرات من السنين . ولكن مع ذلك يجب أن تعرف قيمة النظام الذي يبين لنا مقدار العمل والمواعيد . ولذلك يحسن بكل موظف أقيل من عمله عند الستين أن يعمد فوراً إلى هذه الدنيا ويبحث عن عمل مفيد لذيذ حتى يحس أنه عضو نافع في المجتمع فيزداد سروراً وتفاؤلا وحتى يحمله نظام العمل على اليقظة الدائمة . يقظة النفس والذهن التي تستبقى يقظة الجسم . وذلك أن في أغلب الأحيان يكون ترهل الجسم نتيجة لركود النفس والذهن

وهناك من الموظفين أولئك المحظوظين الذين تعلقوا بهواية جدية وهم في وظائفهم ،فأولوها عنايتهم وتعهدوها بالوقت والمال حتى برزوا فيها . فهؤلاء لا يحتاجون لقراءة هذا الكتاب لأن الهواية التي ستشغل فراغهم بعد الستين ستجعلهم يعيشون في الشباب الدائم ولو تجاوزوا المئة . وقد تكون هذه الهواية دراسة خاصة تحملهم على التأليف،أو عناية بالزراعة، أو هوساً في شراء التحف، أو براً يحمل طابع الغيرة والحماسة في إصلاح معين

وأولى من الهواية كفاح إنساني كبير الشأن لخدمة البشر، يحمل على الدراسة الدائمة ومتابعة الأحداث ومحاولة التأثير فيها لخير الإنسانية. وما دمنا مكافحين فنحن شباب

ويرى القارىء أننا قد خصصنا هذا الفصل لموظف الحكومة الذي يمتاز عليه العاملون في العمل الحر ، لأن أعمالهم لا تنقطع عند الستين فهم يمارسونها إلى يوم وفاتهم تقريباً . والوفاة لهذا السبب تتأخر