صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تكون له مشاركة - مهما تكن صغيرة .. في النشاط الإجتماعي أو الفنى الذي يحوطه ، وذلك كي تبق نفسه حية بيقظة عواطفه ، وحتى لا يحمله خواء النفس على الوقوع فيما يضر من عادات الإدمان في التدخين أو الشراب أو الأكل . وهذا النشاط الإجتماعي جدير بأن يبقى إلى ما بعد الستين والسبعين ويحول دون الركود

وأما التهيؤ الذهني فيحتاج إلى المشاركة في الحركة الذهنية . فيجب أن نقرأ الجريدة بعناية كل يوم حتى يعود الاهتمام بالسياسة ـ القطرية والعالمية - جزءاً من نشاطنا لا نستطيع تركه بعد الستين والسبعين . و محال أن نغرس هذا الاهتمام إذا لم تكن بذوره قد زرعت قبل الخمسين. والاهتمام بالجريدة والمجلة يجب أن يحملنا على الاهتمام بقراءة الكتب والعناية بالحركة الفكرية العالمية . ومن أعظم الميزات للقراءة ، ونعنى هنا جعل القراءة هواية نتعلق بها ، أنها تحول دون ذلك النسيان الذي يصيب بعض المسنين بسبب التصلب الشرياني في الدماغ . وهذا النسيان كثيراً ما بعرقل التفكير المثمر، ويجلب الاستهزاء بالمسن، ويوحى إليه الضعف والهزيمة، فيزداد سوءاً وانحطاطا . فإننا ما دمنا نقرأ كل يوم تبقى المعاني ماثلة في أذهاننا بشبكة من الكلمات، فتبقى الذاكرة حية والتفكير مثمراً حتى ولو بلغنا المئة من العمر . أما الذين لا يقرأون أو لا يجعلون القراءة هواية، فإن التصلب الشريانى يؤدى عندهم إلى النسيان . ولما كان ما عرفوه من الكلمات قليلا فإن هذه القلة يظهر أثرها في تفكيرهم . إذ أننا نفكر بالكلمات

وإذا كان الموظف قد أعد جسمه بالنحافة والصحة و نفسه