صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وسيجد نفسه بلا وعود أو مواعيد ، يتعفن على كراسي القهوة ويقرأ الجريدة في غير إنعام أو لا يقرؤها ؟ . وسيجد نفسه بلا أصدقاء وبلا هدف وبلا هواية ؟

حقا إن مثل هذا الخيال جدير بأن يحمله منذ الخمسين أو الأربعين على أن يتهيأ لهذه السن القادمة . وهذا التهيؤ جسمى ونفسى وذهنى

فأما التهيؤ الجسمى فهو بالعناية بالجسم حتى لا يسمن ويستكرش . فإن الاستكراش يعد من أسوأ عيوب الشيخوخة . وهو يؤدى إلى كسل الجسم الذي قد ينتهى بكسل النفس والذهن . وهذا زيادة على الأمراض التي يحدثها السمن، تبدأ تافهة ثم تتفاقم حتى تصير عبئا في الستين والسبعين. فليشرع كل موظف منذ الأربعين في توقى السمن والمحافظة على النحافة. وذلك بتجنب النهم والأطعمة الدسمة مع مارسة القليل من الرياضة . وكذلك يجب أن نزور الطبيب ونحن في الصحة ، أي يجب ألا ننتظر المرض . لأن للأمراض نذراً لا يحسها الجسم، ولكن المخبار أو المسبار يكشفها . وعندما تعرف هذه النذر نستطيع أن نكيف معيشتنا وسلوكنا في الطعام واللباس والحركة بما يقضى عليها قبل أن تتفاقم . أي يجب أن نعالج أجسامنا من وقت لآخر بالترميمات الخفيفة قبل أن يضطرنا الإهمال إلى المعالجة بالهدم والجراحة

أما التهيؤ النفسي فيجب أيضا أن نبدأه منذ الأربعين أو الخمسين إذا لم نكن قد بدأناه قبل ذلك بعشرين سنة . وذلك باهتمامات مختلفة اجتماعية وفنية وذهنية واقتصادية . فعلى الموظف أن يشترك في الأندية والجمعيات، وأن يعنى باختيار الأصدقاء ، وأن يرتادالمسارح والملاهي، وأن