صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/114

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الإجتماعي ، يحملان المرأة في بيوتنا على الترفيه عن نفسها بالزيادة في تناول الطعام ، والتسلى بأكل اللب طوال النهار ، فهي تزجي السأم بهذه الملذات الصغيرة . وهي تتضخم بسببها ، ثم تدخل في الشيخوخة وهي مرهقة بعبء من الشحم وهو أسوأ الأعباء للشيخوخة

ثم هي في كثير من الأحيان لا تتعلم ، أو يقصر تعليمها على التافه من المعارف التي لا تبسط لها الدنيا وتبعث فيها الاهتمامات الحية طيلة عمرها . ولذلك تضعف ذاكرتها في سن مبكرة قبل الرجال ، لأن مدخرها من الكلمات ليس كبيراً ، والكلمات ـ كما قلنـا ـ هي المعاني ، وهي وسيلة التفكير

وكل ما نستطيع أن نقول هنا إنه يجب أن يتغير المجتمع عندنا في نظرته المرأة المصرية . وأن فتياتنا يجب أن يعاملن كمعاملة الرجل سواء في طفولة البيت والمدرسة والشباب والشيوخة . وأنه يجب أن نفهم من الجمال أنه الشخصية الناضجة في المرأة ، تلك الشخصية اليانعة التى تهيأت ونمت وارتقت في الحرية وكسب المعارف والاختبارات والعمل المنتج ومناقشة الآراء والعقائد

وإذا عاشت المرأة هذه المعيشة ، فإنها جديرة بأن تصل إلى الثمانين والتسعين ، بل المئة ، وهي مستمتعة بكرامتها وقواها الذهنية والجسمية التي يستمتع بها المسنون من الرجال

ولكن مع كل هذا الذي قلنا يجب ألا يفوتنا أن نذكر أن صدمة الإحالة إلى المعاش،التي يعانيها موظفو الحكومة، لا تعانيها المرأة . فهي بعد الستين تجد أنها لا تزال في البيت تمارس الأعمال والواجبات التي