صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/112

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولذلك فإن هذا الكتاب للرجال قبل أن يكون للنساء ، ولكن هذا لا يمنعنا من أن تخص فصلا موجزاً للمرأة بعد الخمسين ، وواضح لكل رجل متمدن في مصر أن مجتمعنا أسوأ مجتمع على هذا الكوكب للمرأة . ولكن قبل أن نبحث الناحية الإجتماعية التي تؤثر في المرأة المصرية يجب أن تلتفت قليلا إلى الناحية البيولوجية

فإن الإنتقال الطوري ، أي الإنتقال من طور الشباب إلى طور الشيخوخة ، يسير في الرجال بطيئا حوالى الستين أو قبل ذلك بسنوات قليلة ، وكثير من الرجال لا يحس هذا الإنتقال لتدرجه البطيء . وأعراضه تتضح في البعض ولا يكاد يحسها الآخرون ، مثل عجز بعض الأعضاء الجنسية وألمها . ومثـل ضعف النظر ، والضعف الجنسي والقليل من النسيان ، والرغبة في الإستراحة بالقيلولة ، والعجز عن تحمل الإسراف في الطعام أو الشراب ، أو القيام بمجهود جسمي عنيف

ولكن هذا الانتقال يحدث في تدرج وتفاوت . فما يحسه الواحد قد لا يحسه الآخر . أما في المرأة فإن الانتقال الطوري يحدث في الخمسين أو قبيلها . وهو على وجه عام يطرأ في عنف ، وعلامته الواضحة انقطاع الحيض ، وكثير . النساء يتحملن هذا الانتقال بلا ألم أو اهتمام . ولكن كثيرا أيضا ما يتألمن منه جسما وذهنا ونفسا . وقد يحدث في حالات قليلة خبال ذهنى خفيف ، كما تحدث اتجاهات عاطفية تعد إلى حد ما شاذة ، أما في الجسم فقـد يؤدى نزف الدم إلى اضطرابات تحتاج إلى العلاج

والمرأة تحتاج في هذه السن إلى أن تعنى بنفسها ، وأن تعرف هذه