صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على الاحتفاظ بشبابهم ،أو بالكثير منه، من النساء ، لأنهم يشتبكون في الحياة العامة ويعملون للكسب دون النساء ، وهذا النشاط يكسبهم حيوية تلازمهم عشر سنوات أو عشرين سنة أخرى تزيد على سن النشاط عند المرأة التي يقضى عليها أحياناً مجتمعنا بالانزواء والركود ، فيترهل جسمها وعقلها وتعيش كأنها في أجازة من الموت الذي له أن يطلبها في أية ساعة

وربما كانت سن المعاش بين الموظفين عندنا ، وهى سن الستين ، سبباً من الأسباب الاجتماعية التي تجعل جمهور الناس يخشى الشيخوخة ويستسلم لأمراضها . فإنها تعمم بيننا عقيدة زائفة هي أننا نصل إلى آخر أنفاسنا الحيوية في هذه السن، وإن من الحكمة أن نستكين وتركد ونهيىء الكرسي المسند کی نرتاح عليـه وتتثاءب . مع أن هذه السن في أوربا هي سن النضج والأيناع. وهناك شبان في الستين والسبعين نراهم يلعبون في مرح في الملاعب الرياضية في جميع مدن أوربا ويمتازون بعضلات مفتولة وبطون ضامرة وعيون صافية

وقد ألف أحد الأمريكيين قبل سنوات كتاباً بعنوان « الحياة تبدأ في الأربعين، فرد عليه انجليزى آخر بكتاب بعنوان و الحياة تبدأ في الخمسين ، . وكأن هذا الإنجليزي يقول لزميله الأمريكي : نحن أكثر شباباً منكم ، وكلاهما يشرح الطرق التي يجب أن يتبعها المسنون کی يعيشوا المعيشة النشيطة المثمرة ، بل المعيشة الناجعة

والمسنون في مصر ـ من الجنسين ـ جديرون بأن يحيوا ويستمتعوا بحياتهم . وعلى جمهورنا أن يكف عن مطالبتهم بهذا الوقار الكاذب الذي