صفحة:حياتنا بعد الخمسين- سلامة موسى- 1944.djvu/9

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الانتقال من الشباب إلى الشيخوخة

يتسم الشباب بنشاط سريع، وأحيانا إنفجاري، لأن نبض الحياة فيه قوى . وهو أيضاً يتسم بالاستطلاع الذهنى والعاطفى لأن الشباب يحد الدنيا ملتغزة تحتاج إلى التوضيح، فهو كثير التساؤل والاستفسار ، فإذا بلغ الخمسين أو حواليها هدأت نفسه، فقل الاستطلاع وسكنت العواطف. ولكن هذا السكون يجب ألا يكون ركوداً

وانتقال المرأة من الشباب إلى الشيخوخة يقع حوالى الخمسين وعلامته الواضحة هي انقطاع العادة الشهرية . وهذا الانتقال كثيراً ما يحدث رجة نفسية تنشأ من التغيير الفسيولوجي في الجسم ، كما تنشأ أيضاً من الاعتبارات الاجتماعية حين تحس المرأة أن الدنيا لم تعد دنياها وهذه الاعتبارات كاذبة في معظمها . لأن جمال المرأة ببقى، مع العناية ، إلى ما بعد الخنسين والستين. كل ما فيه أنه ينتقل من جمال الجسم إلى جمال الشخصية. بل قد يبق شيء كثير من جمال الجسم في من يبلغون الخامسة والخمسين والستين من الجنسين ، وهم مع ذلك لم يفقدوا حتى النزق الجنسي والاستطلاع والثورات العاطفية ، والرجال في مجتمعنا المصرى أقدر .