صفحة:حياة عصامى.pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وفى صبيحة اليوم التالى – وهو اليوم الذى كان محددا لسفره – زرنا صدقى باشا فى منزله بالزمالك فوجدناه بمكتبه مكبا على اعداد الرد وكان واضعا كيسا من الثلج فوق رأسه ، وامامه الطبيبان المعالجان له ، وعلمنا ان ضعط دمه قد ارتفع الى ٢٠٠ درجة – قلنا له رأفة على صحتك يا باشا – وكان رده الحاسم لنا " وما هى قيمة صحتى اذا مت ملوثا بهذه القرية الكاذبة التى يعلم كذبها ناشروها انفسهم وقد فكروا اننى لا اتمكن من الرد – لكن احمد الله اذ اباح لى فرصة الرد وانا عضو بمجلس النواب ، لكى اسجله فى مضابط المجلس حتى لا يزيفه التاريخ كما انى سأتخذ الاجراءات القضائية واعتقد ان المقاول وانتمارو لايسكت على هذا الاتهام البشع "

كما طلعت صحيفة الاهرام فى صبيحة اليوم التالى وبها بيان قصير من اسماعيل صدقى ، بأنه اجل سفره للخارج رغم مرضه ، وسيلقى بيان فى مجلس النواب فى هذا المساء ردا على ماجاء فى جريدة البلاغ .

ازدحمت قاعة المجلس بالاعضاء – والشرفات بالزائرين لسماع هذا البيان – والحق يقال انه كان تحفه فنيه ادبية رائعة – مسجلة فى مضبطة المجلس للحقيقة والتاريخ .

بدأ الكلام بعتاب لاذع على اختيار الخصوم وقت سفره ولم يحترموا مرضه – وهم يعلمون تماما ان ما كتبوه كذبا و تضليلا للرأى العام ، وسيقول القضاء كلمته العليا فى هذا الادعاء الكاذب .

وفعلا رفع صدقى باشا دعوى على جريدة البلاغ كما رفع دعوى اخرى على جريدة التيمس فى انجلترا لنشرها مضمون مقال البلاغ ..