سلخت عن كنيسة رومة عندما دخل البابا في حكم البرابرة1. ويرى العلامة غي أنها سلخت في عهد قسطنطين الخامس2.
قسطنطين الخامس: (٧٤٠-٧٧٥) وتوفي لاوون في حزيران السنة ٧٤٠ فتولى الحكم بعـده ابنه قسطنطين الخامس. وهو الذي أطلق عليه لقب الزبلي Copronymos إما لأنه أفرز في جرن العماد أو لأنه كان يحب الخيل. وعرف أيضاً بلقب Caballinos لشدة عنايته بالخيل وتعلقه بها3. وورث قسطنطين عن والده نشاطاً نادراً ومقدرة عظيمة في الإدارة والحرب. ولكنه غالى في نظرياته الدينية وسخر سلطته الزمنية لتطبيق هذه النظريات.
وما كاد قسطنطين يستوي على عرشه حتى تزعم صهره آرتافن دوس العناصر الصاخبة في الولايات الأوربية وزحف على العاصمة فحطم القوة التي قادها بسر ضـده وأعلن نفسه فسيلفساً وتسلم التاج من يد البطريرك أنسطاسيوس وأعـاد الأيقونات إلى سابق عزها وكرامتها4.
وكان قسطنطين قد لجأ إلى ولايات آسية إلى موطن حركة التحطيم فاعتصم في العمورية. فجد قسطنطين في أثره حتى بلغ سهل الكايستروس Caystros بالقرب من ساردس فأوقع بصهره هزيمة حاسمة واضطره إلى الفرار شمالاً. وما فتئ يطارده حتى كيزيكة، وعبر أرتافن دوس البحر إلى القسطنطينية. ثم أنفذ جيشين آخرين إلى آسية ولكن قسطنطين تمكن من التغلب عليها. وفي السنة ٧٤٢ قام قسطنطين بدوره على رأس جيش الى أوروبة وحصر صهره في القسطنطينية. وقل القوت في العاصمة فاستسلمت في الثاني من تشرين الثاني من السنة ٧٤٢ نفسها. وفر آرتافزدوس إلى آسية فألقي القبض عليه وسملت عيناه وأعين أولاده. واحتفل قسطنطين بالنصر في ميدان الهيبودروم فاستعرض آرتافن دوس وأولاده مكبلين بالحديد والبطريرك أنسطاسيوس راكباً حماراً مواجهاً ذيله5.