صفحة:حرب في الكنائس.pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٧
الفصل الثاني: الاعتراض على الأيقونات والنهي عنها وإخراجها من الكنائس

إلى صدقه وإخلاصه فأعادت إليه يده، فسُرَّ الخليفة سروراً لا يوصف وأمر أن يعود يوحنا إلى ديوانه وإلى مكانته»1 - سنكسار عساف.

رومة نستنكر وتقاوم: وتوفي البابا غريغوريوس الثاني في الحادي عشر من شباط سنة ٧٣١ وخلفه على السدة الرومانية غريغوريوس الثالث في الثامن عشر من آذار من السنة نفسها. فأوفد هذا الحبر الجديد الكاهن جاورجيوس إلى القسطنطينية ولكنه لم يجرؤ على تقديم الرسالة الباباوية فعاد إلى رومة دون إنجاز مهمته. فعاقبه البابا ورده إلى القسطنطينية مرة ثانية. ولكنه منع عن متابعة السير بأمر من الفسيلفس وحجز في صقلية فانقطعت العلاقات بين رومة والقسطنطينية2.

وكان غريغوريوس الثالث قد دعا إلى مجمع محلي في رومة في أول تشرين الثاني من السنة ٧٣١. فأم العاصمة الأولى ثلاثة وتسعون أسقفاً إيطالياً. وتداولوا في أمر الأيقونات فاتخذوا قراراً قضى بقطع كل من خالف تقليد الكنيسة وعارض في احترام الأيقونات المقـدسة أو حقرها أو حطمها. وانفض المجمع عند نهاية السنة ٧٣١3. وأنفذ غريغوريوس هذه المرة المحامي بطرس إلى القسطنطينية وحمله رسالتين واحدة إلى لاوون والثانية إلى أنسطاسيوس وفيها نبأ قرارات المجمع المحلي الإيطالي بشأن الأيقونات4.

لاوون يضيق مدى سلطة البابا: واغتاظ لاوون وتنمّر فأنفذ قوة عبر الأدرياتيك لفرض سلطته ورأيه ولكن عاصفة هوجاء حطمت بعض سفنها وشتت الباقي. فزاد الفسيلفس ضريبة العنق المفروضة في ثيمتي كلابرية وصقلية بمقدار ثلثها5. وسلخ عن بطريركية رومة أبرشيات كريت وصقلية وسردينية وكلابرية وإبيروس وإليرية وضمها إلى بطريركية القسطنطينية6. ويلاحظ هنا أن باسيليوس الأرمني ينص أن هذه الأبرشيات


  1. JEAN DE JERUSALEM, Acta Sanctorum, II, Mai, 109-118; LE QUIEN, Joannis Damascen. Opera; P.G., Vol. 94, Col. 429-490.
  2. Liber Pontificalis (Duchesne), I, 415-416.
  3. Liber Pontificalis (Duchesne), 1, 416; Mansi, XII, Col. 299 ff.
  4. Liber Pontificalis (Duchesne), I, 416-417.
  5. THEOPHANES, Chron., a. 6224; DOLGER, F., Reg. 300.
  6. DOLGER, F., Reg., 301; Mansi, XIII, Col. 808, XV, Col. 167.