قسطنطين وبابا روما: وتوفي غريغوريوس الثالث بابا رومة في العاشر من كانون الأول سنة ٧٤١ فتولى السدة الرسولية بعده زخريا (٧٤١-٧٥٢). وطبق هـذا البابا العرف الكنسي فأوفد أبوكريساريين إلى القسطنطينية حاملين أوراق انتخابـه. وكان أرتافردوس قد تسنم العرش فتريث الوفد الروماني ولم يقدم أوراقه حتى استتب الأمر لقسطنطين1. وقضت ظروف إيطالية السياسية بالتعاون بين البابا والفسيلفس فاعتبر زخريا أرتافردوس ثائراً مغتصباً واستوسط الفسيلفسُ قسطنطين البابا في علاقاته مع اللومبارديين. ثم وهب الفسيلفس الكنيسة الرومانية الأملاك الأميرية في نمفية ونورمية2. وتوفي زخريا في السنة ٧٥٢ وأطل الإفرنج على إيطالية ورضي قسطنطين عن تدخلهم في شؤونها فارتبطت كنيسة رومة بهؤلاء ومالت عن الفسالسة ثم حالت عن ممالقتهم والخضوع لهم3.
قسطنطين يمنع ويردع: (٧٤٢-٧٥٤) ونهى قسطنطين عن إكرام الأيقونات متبعاً في ذلك سياسة والده. وباحث وجادل وردع ولكنه لم يقدم في السنوات العشر الأولى من حكمه على أي عمل بارز في الإساءة إلى الأيقونات. فقد جاء في سيرة القديس إسطفانوس أن عمال قسطنطين وأتباعه بيضوا بالكلس، في هذه الآونة، جميع الصور المقدسة التي كانت تزين جدران المعابد وأبقوا على ما لم يكن له علاقة بالدين منها. وكانت جدران بعض الكنائس القديمة لا تزال مزينة بمشاهد علمانية غير دينية كصيد الحيوانات وإظهار غرائبها الحقيقية والخرافية وسباقات الخيل وما شاكل ذلك4.
وجاء في هذه السيرة نفسها أيضاً أن القديس إسطفانوس الذي كان قد أصبح رئيس دير القديس أوكسنديوس كان في هذه الآونة يخطب في الرهبان المجتمعين حوله في موضوع الأيقونات فيعزو ما حل بها من ضيم إلى اليهود والسوريين ويحض الرهبان على المقاومة دون أن يذكر اسم الفسيلفس5. ومما تفيده هذه السيرة أن القديس إسطفانوس الذي ألقي خطبه هذه في السنة ٧٥٣ كان ينصح الرهبان المعارضين أن ينزحوا إلى القرم والخرسون وسائر
- ↑ Liber Pontificalis (Duchesne), I, 432.
- ↑ Ibid., I, 426-427, 433; DIEHL, C., Exharchat de Ravenne, 415-416; DOLGER, F., Reg. 310.
- ↑ BREHIER, L., Querelles des Images; FLICHE et MARTIN, V, 462.
- ↑ Vita Stephani, P.G., Vol. 100, Col, 1112-1113; Sancti Nili Epist., Vol. 79, Col. 577; BREHIER, L., Art Chrétien, 58-60.
- ↑ Vita Stephani, P.G., Vol. 100, Col. 1112-1117.