صفحة:تاريخ فخر الدين الثاني.pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١١٠
أسد رستم وفؤاد افرام البستاني

ينجلي المعنى إلا بالاتكال على ك فنقرأ عندئذٍ: «فلما عاد مصطفى كتخـدا وأعلم الأمير علي بالذي صار في بعلبك من الاتفاق وكتب الحجة واستدانته من ابن الحرفوش العشرة آلاف غرش ودفعه إياها لأرباب الديون في الحال جهز الأمير على العشرة آلاف عرش وأرسلهـا لابن الحرفوش وتشكر منه». وفي الصفحة ٨٣ من الكتاب مثال آخر يزيد هذه الصلة بين النسختين. فقد ورد في كل منها أن الوزير «خليل باشا عين جملة بكلربكية وسناجق ومعهم عشرون ألف عسكري جرد خيل وتوجهوا إلى أخذ المكسب من المذكورين تصور باله أن لا بد أن يجي إلى كبسهم». وفي هذا القول تقص ظاهر. وصحيحه كما ورد في ك: «وتوجهوا إلى أخذ المكسب من المذكورين فلما علم الشاء عباس أن جماعة الوزير ضربوا على التركمان والأكراد المذكورين تصور في باله أنه لا بد يجيء إلى كبسهم» الخ .. هذا وقـد أشرنا إلى جميع الأغلاط المشتركة بين هاتين النسختين في علاتها، وهي تربو على الستين. ولا يخفى أن النسّاخ لا يجمعون على غلطة ما إلا ويكون أحدهم قد أخذ صاحبه، كما أنه ليس من المحتمل أن يتفقوا منفردين بعضهم عن بعض إلا على الصحة١. فإما إن تكون نسخة پرنستن منقولة عن م، أو أن تكون م ونسخة پرنستن منقولتين عن أصل واحد مفقود.

فليس لدينا إذاً، بعد هذه الغربلة وهذا النبذ، إلا نسختـان رئيسيتان هما ك و م فيتوجب علينا أن نقابلهما الواحدة بالأخرى وننتقي منها ما نراه أقرب لعصر المؤلف، وللغته، وأمياله، فتثبت نصه في المتن ونرجئ للهامش نص النسخة الأخرى، وهكذا فعلنا.

وقد عثرنا في متن م و ج ب على أخبار مفصلة للرحلة التي قام بها الأمير فخر الدين إلى إيطالية. ونرى أنها ليست للخالدي، ولعلها دست عليه. وذلك لأن لغتها، من حيث القواعد الأساسية والأسلوب، لا تتفق مع لغة المتن الذي وضعه الخالدي. فبينما نرى هذا العالم الأزهري يقول «حمداً لمن جعل نظام


  1. راجع أسد رستم: الأصول العربية لتاريخ سورية في عهد محمد علي باشا ١ :٥-٦