صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/189

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحاجة الحقيقية فيها - على اختلافها تقريباً - هو المعونة الفنية التي تمكن اصدقاءنا من استخدام مواردهم بذكاء . وقال لي الملك انه يبذل جهداً كبيراً في بناء المدارس الجديدة والمستشفيات والطرق ووسائل المواصلات، وان برنامج السنوات الخمس الذي وضعه برنامج ممتاز ، ولكنه مع ذلك ضئيل جداً . وقال ان جميع نفقاته العامة قد صرفت في أوجه النشاط هذه دوقد انفقت ما تسلمته من المال بحكمة على هذه الاغراض الطيبة : . a ومرة أخرى قلت ان المال وحده لا يستطيع ان يحقق الرفاهية لبلد ما او يرفع من مستوى تصنيعه ، وان الامر يحتاج - بالاضافة الى الاستثمار - الى العقول والخبرات والحكمة لتحقيق التوازن بين مختلف اوجه الاقتصاد، واشرت إلى أن القوة الشرائية لا بد ان يصاحبها انتاج البضائع ، وانه لا بد للشعب من ان يشتري اذا كان البضائع المصانع ان تباع . فالمسألة الاساسية هي رفع مستوى شعب بأسره ، وهو أمر لا يمكن ان يتحقق ببساطة بمجرد مبلغ من المال تقدمه حكومة الحكومة أخرى . وقد اشار الملك الى اجتماعاته مع رؤساء الدول العربية الاخرى في القاهرة، فقال انه يشعر بأن انباء انحياز عبد الناصر ورئيس سورية الى السوفييت قد بولغ فيها ، وان كلا من الرجلين قد ابلغه انه اذا حاول السوفييت التدخل في شئونه الداخلية فانه سيوقف على الفور جميع معاملاته . وقد بدا ان الملك محرم مقتنع بأن هؤلاء الحكام يستطيعون ان يحصلوا على ما يشاءون من السوفيت بدون اي خطر يفقدهم قوتهم وسلطانهم على شئون بلادهم الداخلية ، وهو اعتقاد ساذج يثير الانزعاج بالفعل . وقد ذكر انه قال لزملائه العرب بدون مواربة : « اني معكم بالنسبة للتعاون العربي والمقاومة اسرائيل ولكني لن اخطو معكم خطوة في التعامل مع الاتحاد السوفياتي. ولن يكون بيني وبين السوفيت اية علاقة . . - ۱۸۹ - -

-

– ١٨٩ –