صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/186

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

. يناير سنة ١٩٥٧ . وكان لا مقر ان تثير هذه الزيارة عاصفة من المعارضة من جانب جزء من الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة ، ذلك ان عواطف الكثيرين من يهود أميركا كانت بطبيعة الحال مع ابناء دينهم في اسرائيل . وبعد أن تكلم طويلاً عن النزاع بين العرب واليهود وبسطه من وجهة النظر الاميركية قال : وحين علم اليهود بنبأ الزيارة المرتقبة للملك واجهت الحاحا بالغاء الزيارة منذ أعلن عمدة نيويورك تحت حساسية العدد الكبير من اليهود الذين يسكنون منطقته ، أن الاستقبال التقليدي الذي تعده نيويورك للزائرين من رؤساء الدول سيحذف ، وكانت هنالك شواهد كثيرة اخرى على ان الملك الزائر قد يتعرض للكثير من المضايقات . اما من جانبي فاني لم اكن انوي ان اغير خطتي في احضار الملك الى واشنطن فاصدرت توجيهاني بان تتخذ كافة الاجراءات اللازمة لحمايته وحاشيته من المضايقات وكان يحدونا أمل كبير في ان تسفر هذه الزيارة عن الكثير من الخير فقد كنت ارجو ان تساعد على تخفيف التوتر بين العرب واليهود وعلى ادراك غايات اخرى في مقدمتها الاتفاق على مقاومة الشيوعية اي ان دعوتي للملك لم تكن نابعة من مجرد الرغبة في استضافته، وانما كان لها اهدافها الجدية الهامة التي صمت على تحقيقها وقدم الملك الى مكتبي للاجتماع معي على انفراد وقد بدا الى حد ما خجولاً ولكنه بالقطع كان يفضل ان يجري حديثه مع شخص واحد لا بحضور مجموعة كبيرة. وبدت شخصيته من وراء زجاج نظارته السميك محببة وودودة ، كما كان كلامه لطيفاً وكان يذكر اسم الله في الحديث وفي كل جملة تقريباً . وكان حديثنا طويلا .. لم يحضره سوى مترجم المنك، ولم تكن في الحديث الا بضعة من النقط يمكن وصفها بالجديدة أو بذات الأهمية البالغة ، وكل ما عداها سبق أن بحث طويلا عن طريق مبعوثينا . -

١٨٦

– ١٨٦ –