صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/125

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بالسعي المشترك للوحدة الشاملة في الشؤون السياسية والمالية والعسكرية والتجارية والثقافية وغيرها ، تحقيقاً التضامن وقد دلت تجارب الماضي القريب ، على ان البلاد العربية لا تستطيع الدفاع عن نفسها ولا المحافظة على كرامتها وحقوقها ، ودفع العدوان عنها ، من غير أن توحد قيادتها العسكرية ، وان تتخذ الاساليب العملية التسليح قولتها وتدريبها ، وتنمية مصانعها لتكون في خدمة الدفاع المشترك للبلاد العربية ، وان تنظر في تاريخها ونشأة ثقافتها واغراضها من التعليم ومفاهيمه ، فتجعل منها اداة قيادة مشتركة لتنشأة الامة العربية نشأة متجانسة ، تعين على كمال وحدتها. وقد آن الأوان لأن ينتظر تحقيق أماني العرب من الجامعة العربية ، بالعمل لجعل الصلات بين العرب ، حكومات وشعوبا ، صلات الاعضاء الجسم واحد ، يجعل من الجامعة العربية قوة تستطيع الحسم في كل اختلاف او نزاع يقع بين الدول العربية او تتضارب فيه المصالح. وهذا لا يمنع أي من الحكومات العربية من تمتعها بالاستقلال الكامل في حدود هذا التعاون الذي يهدي الى المصلحة العربية العامة في جميع الشؤون المنظمة لاقتصادياتها ، وثقافتها ، وعمرانها ، وصناعاتها ، وزراعتها ، وتجارتها ، وان تكون تبعة الدفاع عن الساحة العربية واقعة على الجميع . وقد تناول الحديث ، شؤون الدول العربية ، بحيث تكون بلادها ساحة حيوية واحدة ، تتعاون فيها دول العرب وشعوبها جميعاً ، وبينها الشعوب العربية التي ما برحت تجاهد في سبيل استقلالها. وكان الاتفاق تاماً . على الساسة الخارجية للحكومتين السعودية والمصرية ، وعلى ضرورة الماء المصالح المشتركة الاقتصادية والثقافية بينهما لخير القطرين والمجموعة العربية كلها ، اهـ واستمرت الحكومة السعودية تسير وفق السياسة التي رسمها البلاغ ، سياسة -

۱۲۰

– ١٢٥ –