صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وتشاء الصدف ان تتم هذه الزيارة ابان اشتداد المنافسة على الحكم بين اللواء محمد نجيب رئيس الدولة وقائد الانقلاب ، وبين العقيد جمال عبد الناصر رئيس مجلس قيادة الثورة، وكان يومئذ يتولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزارة الداخلية ويسعى بجميع قراه لاقصاء اللواء محمد نجيب وحاول الملك سعود اصلاح ذات بينهما ، واعادة مياه الوفاق الى مجاريها ، بايجاد تسوية معقولة ، فلقي تجاوباً طيباً ، واستعداداً حسناً من الاول اي من اللواء محمد نجيب ، وتصلباً وتعنتاً من الآخر . وغادر الملك وحاشيته القاهرة يوم ۳۰ مارس سنة ١٩٥٤ ، اي بعد اقامة امتدت عشرة ايام . ودارت بين الملك واللواء محمد نجيب رئيس الدولة ، مباحثات تناولت الوضع العربي العام ، واسفرت عن تفاهم نام، سجل ذلك بلاغ رسمي اذيع في الرياض والقاهرة يوم ۳۰ مارس سنة ١٩٥٤ ، وهو بنصه : روح ه تمت زيارة الملك سعود لمصر ، وقد حققت اغراضاً سامية ، ترمي اليها الحكومتان السعودية والمصرية ، فقد تبودلت في خلال هذه الزيارة بين جلالة الملك سعود وسيادة الرئيس محمد نجيب ورجال الحكومتين ، احاديث تجلت فيها التضامن والاخاء بين القطرين الشقيقين ، وتبين ان الجميع متفقون على مضاعفة الجهد لتدعيم الجامعة العربية كيا تحقق الاغراض السامية التي أنشئت لاجلها ، وان الامة العربية على مختلف شعوبها وهيئاتها وحكوماتها ، يجب أن نژاد صلات التعاون والتقارب بينها لتكون وحدة سياسية واقتصادية وثقافية على ضوء التجارب التي مرت بها الامة العربية في السنين الاخيرة . وقد تبين ان وجهة نظر الحكومتين الشقيقتين كانت ولا تزال على تفاهم تام في معالجة مصالح العرب في جميع اقطارهم ، وان رباط التعاون الوثيق القائم بين البلدين ، يقضي - - ١٢٤

-

– ١٢٤ –