صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/11

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولقد افضنا في الكلام عن مشكلة البريمي التي افتعلها الانكليز مع الحكومة السعودية ( انظر ص 431 المجلد الثـاني) ، فضربوا بجميع قواعد الاخـلاق عرض الحائط ، ونبذوا كل عرف دولي وانساني في سبيل اقتطاع هذه الواحة لا لمصلحة ابنائها ، ولا وفـاء لواجب دولي ، فالوفاء غير مأثور عن الانكليز ، بل طمعا بما في ثراها من بترول دفين ، لا يغني ولا يجدي ، ولكنه الحرص والطمع اركبهم هذا المركب الصعب وظل المغفور له الملك عبد العزيز حتى آخر نسمة من حياته يعمـل لحل هذه المشكلة بالحسنى ، ويسعى لاقناعهم بالرجوع الى الحق ، رعاية لصداقة قديمة يحرص العربي بطبعه عليها ، ويقدرها قدرهـا ، فما زادهم ذلك الا غرورا واستكباراً ، فوثبوا في هذا العهد ، وبعد أن غادر هذه الدار ، فانشيوا اظافرهم في الراحة واستأثروا بها ، ممـا كان له اسوأ وقع لا في نفوس العرب وحدهم ، بل في نفس كل حر ابي ، يمقت الظلم ، ويكره العدوان . والدولة العربية ، التي افتعلت الخلاف مع الحكومة السعودية وتنكرت لها، وارسلت طائراتها تضرب بعض قراها ، هي الجمهورية العربية المتحدة . . . ا وقد تستغرب هذا العدوان وتستنكره، وتتساءل عن الأسباب والدوافع ، وتقول لا بد ان يكون هنالك ما استفزها ، وافقدها اعتدالها . والذي نعرفه ونؤمن به ونشهد الله عليه ، هو ان الحكومة السعودية لم تسء الى مصر بل ولم تفكر في تعكير صفو مــا هناك من ود واخاء ـ هي أول من يحرص عليه ، وتمسك به . لقد كان كل خطأها نحو مصر ، انها لم تعترف بالحكم المزيف الذي أنشأه عبدالله السلال في صنعاء بالاتفاق مع القاهرة وبالتعاون معها ، ولأنهـا فتحت أبواب بلادهـا في وجه الذين لجأوا اليها من اليمنيين رعاية لتقاليدها ، ونهوضاً