صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بواجباتها ، ولأنها نادت بأن الشعب الياني وحـده حق تقرير مصيره ، واختيار کا نوع الحكم الذي يلائه ويناسبه - . ، هذا كل ما فعلته الحكومة السعودية ، ونادت به ، فشكرها العقلاء والمنصفون وقدروه قدره . على ان هذا لا يحول بيننا وبين تسجيل يد كبرى لهذه الحكومة ، ونعني بها تمسكها يحبل الاعتدال ، وضبطهـا النفس ، واعتصامهـا بالصبر ، ازاء ما اقترفته حكومة القاهرة وارتكبته فقد كان ، بامكانها ، لو ارادت ، ان ترد عليهـا بالمثل، وتكيل لهـا بكلها وأزود ، ولكنها ترفعت ، وأبت أن تسف الى هـذا المستوى . على ان القاهرة وقد شعرت في النهاية بسوء ما فعلت ، وخطل ما ارتكبت ، أوفدت المشير عبد الحكيم عامر ، النائب الأول لرئيس جمهوريتها ، فجــاء الرياض مستغفراً معتذراً ، بما تقرأ تفاصيله في متن الكتاب مؤيدا بالوثائق الرسمية ، والبراهين الدامغة . والاستقرار هو خير ما يتحلى به جيد المملكة للسعودية ، فهو يظللهـا بظله الوارف ، ويمد عليها رواقه ، فلا ثورات ، ولا انقلابات ، ولا حكم عسكري ولا إدارة عرفية ، ولا مباديء مستوردة ، ولا نحل مستحدثة ، ولا عدوان على الجارات ، ولا تطاول على ابناء الاعمام ، ولا ادلال عليهم ، ولا احتقار لشأنهم ، فقد ضمنت لها الخطط الرشيدة التي تسير عليها ، وهي في أصلها مستمدة من روح الدين الاسلامي ، ومن هدي القرآن والسنة ، الاستقرار الكامل والامن الشامل ، فانطلقت في هذا الجو الهاديء تعمر وتنشىء ، وتبني وتجدد ، فكانت هذه النهضة العظمي التي تتولاها ، وهذه المشروعات النافعة التي ترعاها . على أن ما يبعث على سرور ابنائها واصدقائها ، هو نمو ايراداتها ، وازدياد مداخيلها يوما بعد يوم ، وعاما بعد عام ، يفضل الله ورحمته . - ۱۲ - ( .