صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/64

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الشام على عهد الدولة الطولونية وكان المذكور ضليعا بعلوم الأديان.

وقبل ختام السنة عينها في 16 ك1 1916 قضى نخبه في عين ابل في بلاد البشارة الأب (يوسف حواء) الحلبي الأصل. ولد سنة 1851 وتقلب في عدة وظائف مدنية في لندن ثم ترهب سنة 1882 واشتغل بالأعمال الرسولية مدة سنين عديدة في رسالتنا السورية. نشر في مطبعتنا معجما ضخما في اللغتين العربية والإنكليزية.

وفي السنة التالية في 4 أيار 1917 توفي في مستشفى الراهبات الألمانيات الأب (دونا فرنيه) المعروف بالأب عطاء الله المولود في فرنسة سنة 1836 خدم الآداب العربية بتأليف واسع في أصول اللغة العربية وألف ترجمة القديسة جان درك وعرب كتاب الاقتداء بالمسيح، وله تآليف شرقية مخطوطة في مكتبتنا بالعربية والإفرنسية.

وفي 23 من الشهر والسنة ذاتهما توفى الله مرسى آخر من الرهبانية الإفرنسيسية في حريصا الطيب الذكر الأب (فرنسيس فرا) الحلبي نشر في مطبعة القدس تآليف دينية حسنة كالروضة الروحية وتعريب فصيح للاقتداء بالمسيح وغير ذلك.

وفي 2 نيسان من العام المقبل 1918 منيت أيضا رسالتنا بوفاة أحد عملتها النشيطين الواسعي الفضل الأب (لويس رنزفال) مات في رومية بعد نفيه من سورية بسبب الحرب. أدى العلوم الشرقية خدما جمة بالتعليم والتأليف في فنون مختلفة. وقد تولى إدارة مجموعة مكتبنا الشرقي. له فيها عدة آثار لغوية وفنية وقد نشر في المشرق رسالة الدكتور مشاقة في الموسيقى العربية ثم نقلها إلى الافرنسية وذيلها بالحواشي. وقد كتب في أبحاث متعددة عن اللغات اليونانية والتركية في مجلة باريس الآسيوية ونشر رسالته من كتب الدروز مع الأب يوسف خليل وله في المشرق عدة مقالات فلسفية وتاريخية وأدبية.

فترى أن علية الأكليروس وكهنة الطوائف الشرقية والمرسلين كانوا ماشين مع المواطنين في مصاف جيش الآداب ناشرين لواء العلوم والمعارف.

[أدباء النصارى العلمانيون]

تقدم عليهم بعض الذين فاتنا ذكرهم في الحقبة الأولى تتمة للفائدة. منهم الأديب المرسوم (حبيب أنطون السلموني) المولود في بيروت سنة 1860 تلقى