صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/65

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الآداب العربية من سنة ۱۹۰۸ الی ۱۹۱۸ : ادباء النصارى ۹۱

العلوم في مدرسة الروم الكاثوليك وفي كلية القديس يوسف ثم هاجر إلى أوربة وساح في جهات العجم والهند ثم استقر في لندن وتعين كأستاذ العربية في جامعتها وصار عضوا في جمعيتها الملكية الشرقية وطبع هناك معجما إنكليزيا عربيا. كانت وفاته في 23 ت2 1904.

وممن ترجمه الأستاذ عيسى أفندي اسكندر المعلوف في كتابه دواني القطوف (ص610 - 624) الدكتور (اسكندر بك رزق الله) الطبيب الشهير المولود في المحيدثة (المتن) في 12 شباط 1860 والمتوفى في بيروت وتلقى العلوم الطبية في القصر العيني في مصر ثم فرنسة وتعين في الثغر طبيبا لمستشفى القديس جاورجيوس فجرى في تنظيمه على نمط المستشفيات الأوربية العصرية. وكان المذكور أحد المولعين بدرس العربية وفنونها فأقيم قبل انقطاعه للطبابة أستاذا لها في المدرسة السورية ورئيسا لقلم التحريرات العربية في ديوان الروم البطريركي ونظم القصائد والألحان الغنائية والمقطعات وسكن مدة مصر ورفع إلى الخديوي إسماعيل باشا قصيدة بليغة أعجب بذكاء ناظمها وأراد أن يثيبه عنها بمبلغ من المال فأبى قبوله بلطف قائلا: (أنا يا مولانا طالب علم لا طالب مال) وكان ذلك سبب لدخوله في مدرسة القصر العيني قبل رحلته إلى فرنسة. ومدح ناظر المعارف في مصر علي إبراهيم باشا وهنأه بالعيد بقصيدة غراء أولها:

دع التشبب بالغادات واعتزل ... ذكر الغوافي وجانب جانب الغزل

وختمه بهذا التاريخ:

ختام ما أحسنت قولا نؤرخه ... العيد يعلو بأنوار الخليل علي

(1281هـ) .

وللدكتور رزق الله رسالات بليغة منمقة ومقالات عديدة منها طبية ومنها أدبية في المجلات الوطنية والأجنبية في كلتا اللغتين العربية والافرنسية. وقد جمعت أقوال الجرائد أو مراثي الشعراء في مدحه بعد موته في كراسة عنوانها نوح الحمام صدرها الشاعر المجيد الياس أفندي الحنيكاتي بهذين البيتين تحت رسمه:

قالوا: أطلت من التأسف والبكا ... هل ذا النطاسي عادم الأشباه

فأجبتهم: ما كل رزق في الملا ... يبكى عليه نظير رزق الله