صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والميناون وتفسير القداس وخدمة الفصح ونشائد روحية وتحقيق الأماني لذوي الطقس اليوناني. ومنها أدبية لطيفة كذخيرة الأصغرين ورواية حسناء بيروت ومقالات وفصول ممتعة نشرت في مجلة المسرة التي أنشئت بهمته وجمع بعضه في كتابه السلوة فاستحق بها جميعاً شكر الوطن (١) .

وفي أيام الحرب المشئومة توفي في دمشق في ١٧ شباط ١٩١٦ رئيس أساقفة صيداء السيد (باسيليوس حجار) المولود في أوائل سنة ١٨٣٩ في جزين بعد أن خدم طائفته الكريمة بصفة كاهن غيور ثم في رتبة متروبوليت على بصرى وحوران ١٨٧٠ وأخيراً على صيداء من السنة ١٨٨٧ إلى سنة وفاته. عرف حيثما حل بجده ونشاطه في خدمة طائفته. له من آثار القلم تعريبه لكتابين الطوبوي اليسوعي الكردينال بلرمين وهما وصية السيد المسيح الأخيرة على الصليب وسُلم السعادتين مع تأليف له في وصف مقام سيدة المنطرة بجوار صيداء.

ومن ضحايا الحرب الكونية بين (الكلدان) السيد الجليل المطران (أدّي شير أبرهينا) رئيس أساقفة سعرت قتله الأتراك جوراً فمات ميتة الأبرار الشهداء في منتصف صيف السنة ١٩١٥ وهو في عز كهولته في الثامنة والخمسين من عمره (١) وقد نفع الوطن والآداب بما نشره من التأليف التاريخية والدينية والأدبية كتاريخ كلدو وآثور طبع منه جزأين وفقد باقيه في الحرب. ومن مآثره تاريخ مدرسة نصيبين الشهيرة والألفاظ الفارسية في العربية ونشر في المجلات الأوربية وصف مخطوطات مكاتب ماردين وديار بكر وسعرت والموصل ونشر في مجموعة الآباء الشرقيين تاريخاً قديماً لأحد النساطرة. هذا ما عدا تأليف كلدانية مدرسية عديدة. وله في المشرق فصول مدققة عن طائفة الكلدان جازاه الله خيراً.

وفي أثناء الحرب المذكورة فقد الكلدان أسقفاً آخر السيد (توما اودو) مات أيضاً ضحية الأتراك والعجم في كرسي أسقفيته اورميا في شهر آب ١٩١٨ كان مولده في ألقوش سمة ١٨٥٥ وقد اشتهر خصوصاً بما نشره من التأليف الكلدانية في مطبعة الموصل للآباء الدومنيكان أخصهم معجم مطول للكلدانية الحديثة في جزأين