صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/59

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

رُزى (الموارنة) بوفاة أحد كبا رجالهم السيد (بطرس زغبي) رئيس أساقفة قبرس في ٢٨ تشرين الأول سنة ١٩١٠ كان مولده سنة ١٨٣٣ وتخرج في مدرسة عين ورقة ثم في مدرستنا الاكليريكية في غزير. نشر مع الخوري يوسف البستاني مجموعاً مدرسياً لطيفاً تحت عنوان نخب الملح وغرة المنح مع شروح واسعة وطبعاه على الحجر في مطبعتنا البيروتية في أوائل عهدها سنة ١٨٥٠ وكان خطيباً مصقعاً.

وفي أواسط السنة ١٩١٤ قبيل الحرب الكونية برح الحياة الفانية المأسوف عليه كثيراً لسمو فضله السيد (يوسف نجم) مطران عكا شرفاً والنائب البطريركي. أفاد طائفته بتعريبه المدقق والفصيح لأعمال المجمع اللبناني وطبعه في مطبعة الأرز في جونية سنة ١٩٠٠ طبعاً متقناً.

وفجعتنا الحرب الكونية بوفاة حبرين آخرين جليلين السيد (بطرس شبلي) رئيس أساقفة بيروت والمطران (يرسف صقر) رئيس أساقفة حماة. عرف الأول بثقوب فهمه وسعة معارفه التاريخية والأثرية نشر نبذاً منها في المجلات الأجنبية والوطنية. وقد اكتسب شكرنا بنشره لترجمة نابغة طائفته البطريرك اسطفانوس الدويهي فأنجر طبعها سنة ١٩١٣. وكان السيد بطرس شبلي درس مدة في كليتنا ثم رحل إلى باريس فدرس في مدرستنا الكهنوتية الشهيرة بسان سولبيس. وقد توفي في آطنة في السابعة والأربعين من عمره ضحية محبته لفرنسة في ٢٠ آذار سنة ١٩١٧. أما السيد يوسف صقر فأحرز كل علومه في مدرستنا الاكليريكية البيروتية وتوفي بعد شهر من وفاة السيد شبلي في ٢٠ نيسان ١٩١٧ نشرنا له في المشرق مقالات حسنة في أخلاق اللبنانيين وعاداتهم القومية.

[الروم الكاثوليك]

وفي هذه الحقبة الثانية من القرن العشرين استأثر الله بذاك الحبر الجليل ذي المآثر الطيبة المطران (جرمانوس معقد) المولود في دمشق سنة ١٨٥٣ والمتوفى في بيروت في ١٣ شباط من السنة ١٩١٣ وكل يعرف ما أفاد به الوطن من الأعمال الشريفة لا سيما إنشاؤه لجمعية المرسلين البولسيين الذين يشتغلون في كرم الرب بغيرة وثبات. وقد أغنى الآداب العربية بتأليف شتى منها دينية كرحلة الفيلسوف الروماني والكلام الحي وسبيل الصلاح وحسن الختام. ومنها طقسية كرفيق العابد والسواعية