صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بيروت في المطبعة الأهلية سنة ١٣٣١. ودونك مثالاً من شعره يرثي بعض الأعاظم:

ألا أيها الغادي وليتَكَ سامعٌ ... إذا ما ادعى الداعي ألا أيها الغادي

بودّيَ لو تدنو فتسمَعَ لوعتي ... عليك ولو تُصْغي فتسمعَ إنشادي

قضيتَ وما عهدُ الدموع بمُنقضٍ ... وثار الجوى يشوي الضلوعَ بإيقادِ

كأن ندى كفِّيكَ عاد لأعينٍ ... ونارَ قراك اليوم عادت لأكبادِ

فيا عبرَتْي عينَيَّ جودا ففيكما ... إذا لم تساعدني الأحبَّة إسعادي

ويا أيها اللاحي رويدكَ لاحياً ... فإنك في وادٍ وإنَي في وادِ

ولو قد عرفتَ الحبَّ معرفتي بِه ... لاتهمتَ اتهامي وأنجدتَ انجادي

وصرعت المنون في الهند في هذه الحقبة أحد المعالم المسلمين (الشيخ شبلي النعماني) توفاه الله بعد إعلان الحرب الكونية بقليل (18 ت2 1914) تعلم العلوم وساح في البلاد الإسلامية فدرس الطباع وأطلع على أحوال العصر. ولما عاد إلى وطنه عهد إليه التعليم في كلية عليكده فعد من كبار علماء بلاده وكان يعرف الهندية والفارسية والعربية يحسنها كلها. وقد تخصص في وطنه لإصلاح المسلمين في الهند. وله مصنفات مشكورة في الفلسفة والتاريخ وآداب اللغتين الفارسية والهندية. ومن تأليفه في العربية تاريخ الخليفة عمر بن الخطاب كتبها على صورة عصرية. وله رد على كتاب المرحوم جرجي زيدان تاريخ التمدن الإسلامي. ورسالة في الجزية وكان يشتغل قبل موته بسيرة رسول الإسلام. توفي عن 65 سنة.

وفي السنة ١٩١٧ توفي في تونس أحد أدبائها المسلمين (علي أبو شوشة) صاحب جريدتها الرسمية المعروفة بالرائد التونسي وهي أول جريدة ظهرت هناك سنة ١٨٦١.

[الحقبة الثانية (١٩٠٨ - ١٩١٨)]

[أدباء النصارى]

توفر في هذه الحقبة عدد أدباء النصارى الذين اشتهروا بملازمة الآداب العربية فانتقلوا في أثنائها إلى دار البقاء. وهانحن نقدم عليهم ذكر أحبار الكنائس الشرقية وكهنتها الذين خلفوا شيئاً من آثار قريحتهم.