صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كاتبها البارع ضمنها وصف زبيدة أم جعفر زوجة هارون الرشيد بنت جعفر بن المنصور وأم الخليفة الأمين (ص152 - 153) :

(ولئن كنت رأيت له (أي هارون الرشيد) في تدبير المملكة ذلك التصرف الجميل فإني ما وجدته له في تدبير أهل بيته ومواليه وإنما يرجع الرأي في ذلك زوجه أم جعفر وهي أنفذ نساء العباسيين كلمة في الدولة. وقد ربيت في مهاد الدعة والدلال كما يشير إليها اسمها. فإنما سماها أبو جعفر جدها بزبيدة لغضاضة بدنها وقد كان يرقصها تهللا بها وينظر إلى غضاضتها وملاحتها فسماها زبيدة لذلك (1) فلما بنى بها الرشيد وجدها طرفة حديث ومصدر رأي جمل لم ير بدا من الانقياد إليها في قضاء جميع ما ترومه من الحوائج (2) . ومن ذلك أنه مكنها من بيوت المال فأنفقت من سعة ما ينيف عن ثلاثين ألف ألف دينار. فبنت مسجدا مباركا على ضفة دجلة بمقربة من دور الخلافة يسمى بمسجد زبيدة. ومسجدا سامي الحسن في قطيعتها المعروفة بقطيعة أم جعفر (3) بين باب خراسان وشارع دار الرقيق (4) وحفرت بالحجاز العين المعروفة بين المشاش (5) ومهدت الطريق لمائها في كل خفض ورفع وسهل ووعر حتى أخرجتها من مسافة اثني عشر ميلا إلى مكة فبلغ ما أنفقته عليها ألف ألف دينار. وهذا من الأعمال التي لم تباشرها امرأة في الإسلام إلا الخيزران أم الرشيد ... فإن لم يكن عند زبيدة من الملل ما بلغ هذا القدر الجسيم فإن لها في السياسة رأيا تسمو به إلى التداخل في أمور الدولة كأفطن ما يكون من الرجال) .

وقد امتاز بين المهاجرين السوريين إلى مصر (الشيخ إبراهيم اليازجي) فإنه بشهرة اسم والده الشيخ ناصيف وشهرته الشخصية وتأليفه كان من أعظم الساعدين على نهضة الآداب العربية في القطر المصري وفيه كانت وفاته في 28 كانون الأول سنة 1906. ولا نعود هنا إلى ذكره بعد ما وفيناه حقه في كتابنا الآداب العربية في القرن تاسع عشر (39:2 - 40) مع سائر الأسرة اليازجية. وقد ذكرنا في المشرق (22 (1924) : 637 - 638) حفلة نصب تمثاله.

(الدكتور بشارة زلزل) كان زميل الشيخ المرحوم إبراهيم اليازجي وقد توفي قبله في 11 تشرين الثاني 1905 في الإسكندرية. كان مولده في بكفيا ودرس الطب في الكلية الأميركية في بيروت ونال شهادتها وزاول فن الطبابة في بيروت

) الاغاني (۹ : ۱۰۳) والری ۳ : 40 ) و الخدري (۳۳۹۰۲) ۴) في الم..ودي ۳۴۷:۳۹ انها كانت من الرشيد بالتزلة التي لا ينقد يا احلى من نظرائها ۳) ياقوت :|| ) ابن خلکان (۱۸۹:۱ ) واستطرف (۳۹:۱ ) .) السهودي ( ۰۲:۳ ) واین جبیر (۱۷۲) والشريشي (۲: ۳۶۵)