صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/28

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وهاجر إلى مصر فرارا من استبداد الترك. كتب في وطنه وفي مصر مقالات علمية وأدبية كثيرة في مجلة النحلة سنة 1870 ثم في المقتطف وساعد الشيخ إبراهيم في تحرير مجلة الطبيب والبيان والضياء ونشر في الإسكندرية سنة 1901 كتاب دعوة الأطباء لابن بطلان على نسق كليلة ودمنة وألحقه (بتكملة الحديث في الطب القديم والحديث) . ومن مصنفاته كتاب تنوير الأذهان في حياة الإنسان والحيوان. ظهر منه قسمان. وله في مجلة النحلة منظومات شتى منها قوله في صاحب الدولة داود باشا أول متصرفي في جبل لبنان النصارى:

هو رأسنا داود باشا الذي له ... من المجد والمعروف ما ليس يحصر

وزير مشير عادل ذو مهابة ... يقاد له الليث الجسور الغضنفر

أقام لفتح العلم همته التي ... تنادي لهذا الفتح الله أكبر

كريم به عود الهدى بعد يبسه ... أعيد نضيرا فهو ينمو ويثمر

له دولة تزهو بحسن عدالة ... وبطش كما قد كان كسرى وقيصر

ومن دولة علياء قام بفخرها ... فتفخر فيه وهي بالعدل تفخر

وفي هذه الحقبة انقصف غصن من الدوحة البستانية (سعيد البستاني) توفي في أيار 1901 في الحدث (لبنان) . تقلب بين مصر وبلاد الشام وعكف على الآداب العربية وأصدر بعض الروايات التمثيلية كذات الخدر وسمير الأمير مثل فيهما أخلاق القطر المصري وأمراء لبنان وحرر عدة سنين جريدة لبنان إلى سنة وفاته. برح الحياة وهو في منتصف العمر وقضى نحبه بعده ببضعة أسابيع وطنية (سبع شميل) من أسرة الشميل الكفرشيمية وهو في الرابعة والثلثين من عمره تخصص كآله بفن الكتابة فألف وحرر في الجرائد في بيروت ومصر وأوربة حتى أصيب بداء الصدر فمات في أوائل حزيران 1901.

ومن مشاهير السوريين الذي أسفت على فقدهم الآداب (خليل غانم) السياسي الحر. ولد في بيروت في 8 ت2 سنة 1846 وتوفي في باريس في غرة حزيران 1903. تخرج في شبابه في مدرسة عينطورة وأتقن اللغتين الفرنسوية والعربية وخدم الدولة