صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/141

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العباسية. وإنما أصيبت في العهد التركي بخمول عظيم على الرغم ممن اشتهر فيها من الأدباء كالآلوسيين وغيرهم.

لكن دولة العراق الجديدة في (بغداد) ساعية في سد هذا الخلل فترى فيها حاضرا نهضة جديدة يتناصر في تعزيزها أرباب الدولة مع أدباء المسلمين والنصارى. وقد تحسنت المدارس وتعددت المطابع وترقت الصحافة ونشرت الكتب في الفنون المختلفة ما يدل على أن العراق أفاق من سنته. أما (الموصل) فإنها بعد فقدها لمطبعة الآباء الدومنيكان تحتاج إلى وسائل جديدة لتنهض من كبوتها. وإنما مدارسها تبنى بتحسن محسوس. ومثلها البصرة. ولعل النجف وكربلاء أقرب اليوم منهما إلى إحراز المعارف.

والآداب العربية في (فلسطين) ضيقة النطاق لا يكاد يعنى بها غير النصارى وقليل من المسلمين في القدس الشريف وفي السواحل كيافا وحيفا بنشر بعض الصحف.

أما (الهند) فإن الدروس العربية فيها حاضرا منحصرة في بعض جامعاتها كبومبي وكلكته ولوكنو ودلهي وحيدر أباد ومدرس والهاباد وجامعة بنجاب في لاهور وعليكره ففي هذه الكليات فرع لتعليم العربية إذ لا غنى لأهلها المسلمين عنها لمعرفة القرآن والتآليف الدينية. وهناك أيضا بعض المطابع أخصها في كلكته. ومعظم مطبوعات الهند العربية طبعت على الحجر وما يطبع على الحروف لا يزال سقيما ما خلا بعض مطبوعات كلكته وحيدر أباد. والغالب على أهل الهند المسلمين الهندستانية والأردو وعلى الهنود الكجراتي والتامول وغيرها.

وإن وجهنا النظر إلى (أميركا) وجدنا أن الآداب العربية مدينة فيها للمهاجرين إليها من المسيحيين عموما واللبنانيين خصوصا. وقد ابتدأت هذه الحركة أيضا أولا في (أميركا الجنوبية) ولا سيما في (البرازيل) . فترى اليوم في عاصمتها ريو دي جانيرو جرائد مهمة كالعدل والبريد. وفي حاضرتها في سان باولو شاع منها أبو الهول لصديقنا البكيفاوي شكري أفندي الخوري ثم الميزان والأفكار وفتى لبنان. وقد اشتهرت في جمهورية (الأرجنتين) عاصمتها بوينس عدة جرائد كالمرسل والسلام والزمان. وفي مدينتها طوكومان جريدة صدى الشرق. وفي كردوبا (قرطبة) العصر الجديد. وما عدا الجرائد قد صدر في أميركا الجنوبية كتب عربية قليلة معظمها الروايات وبعض تآليف أدبية وعلمية وتاريخية.