صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/140

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كزحلة والدامور ودير القمر وبيت شباب وجونية وجزين وأعبيه وعاليه. وأغلب منشوراتها (جرائد سيارة) ليس بينها إلا القليل مما يستحق للذكر ويفيد الآداب كلسان الحال والبشير والأحوال والوطن والبرق والمقتبس وألف باء والعلم والزهور والصفا.

وأرقى منها (المجلات) كمجلة المجمع العلمي في دمشق والعرفان في صيداء والمشرق والكلية والآثار الشرقية والحارس والمعارف والمجلة الطبية العلمية ورسالة قلب يسوع والنشرة الأسبوعية والمعرض والبيان في بيروت والآثار في زحلة والمباحث في طرابلس يحررها غالبا قوم من أغلب حملة القلم لكنها لا تزال تحتاج إلى ترق لتجاري المجلات الأوربية التي يحررها الإختصاصيون ولا سيما في القسم العلمي والأثري كما ترى في مجلة (Syria) أو في مجموعة المكتب الشرقي أو كلية القديس يوسف (Melanges de PUniversite S Joseph) .

ومما يبعث الأمل في حسن مستقبل الآداب العربية ما أنشئ من (الجمعيات) لخدمتها كالمجمع العلمي في دمشق وكنواد أدبية المشبيبة فيها وفي بيروت وحلب وحماة وطرابلس. فإن الناشئة تزيد إقبالا على الآداب إذا انتظمت في سلك جمعيات تجد أصحابها حريصين على الرقي والنجاح يتمرنون على الكتابة والخطابة ويلقون المحاضرات في الأبحاث العلمية أو المسائل الاجتماعية.

وكذلك قد توفرت الوسائل لاستقاء المعارف وتعزيز الآداب بتوفر (المطبوعات) المختلفة كالتواريخ العمومية والخصوصية وكالدواوين الشعرية والتآليف المدرسية والمصنفات الأدبية واللغوية. وها قد تئت الطبعة الجديدة من المنجد بعد توسيعه وتكميله وينتظر قريبا معجم الشيخ عبد الله البستاني وغير ذلك من المنشورات المفيدة.

ومما يساعد على رقي الآداب (خزائن الكتب) الجامعة للتآليف القديمة والحديثة. ولبيروت فضل كبير في ذلك وفيها أنشئت أول مكتبة عمومية بهمة رجل الفضل والأدب الفيكنت فيليب دي طرازي. وفي الكليتين اليسوعية والأميركية مكاتب واسعة يقصدها الكلفون بإحراز العلوم.

ومن الأقطار التي تستحق الذكر بعد مصر وسورية (العراق) فإن بغداد مدينة السلام لا تستطيع أن تنسى ماضيها إذ كانت مركز الحركة العلمية في عهد الخلافة