صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ولد الشيخ عبده في أواخر سنة ١٢٦٧هـ (١٨٥٣) في شنبيرا من مديرية الغربية في مصر ودرس مبادئ العلوم الدينية والفقهية في طنطا ثم في الأزهر لكنه لم يجد في شيوخهما وأساتذتهما ما يأنس به عقله حتى قدم إلى مصر جمال الدين الأفغاني سنة ١٢٨٨ (١٨٧٥) فحضر دروسه مع بعض أدباء القاهرة وشغف بتعليمه وأخذ عنه المنطق والفلسفة وارتوى من روحه حتى قام مكانه بعد أن أبعد الأفغاني وعهد إليه التدريس في المدارس الأميرية فازدحم الطلاب لاستماعه وحرر في الوقائع المصرية مقالات أثرت في مواطنيه كان يدعوهم فيها إلى الإصلاح. وفي تلك الأثناء وقعت حوادث عرابي باشا وحوكم هو بسببها وحكم عليه بالنفي. فجاء سورية وأقام فيها ست سنوات انتدبته في أثناءها رئيس رسالتنا إلى شرح مقامات بديع الزمان فلبى طلبه وأحكم تفسير تلك الطرف اللغوية التي راجت رواجا عظيما فتكرر طبعها.

ثم سافر الشيخ عبده إلى باريس وفيها أجتمع بأستاذه الأفغاني فنشرا (العروة الوثقى) التي مع قصر زمانها أصابت بين المسلمين شهرة كبيرة. وكان الشيخ مدة أقامته في عاصمة فرنسا وقف على تمدن الغرب ورقيه وخمود الشرق وخموله لا سيما بعد أن درس اللغة الفرنساوية وأطلع على كنوزها الأدبية. فكان يتلهب غيرة لإصلاح أمور وطنه. ثم أجازوا له بالرجوع إلى مصر فقدرت الحكومة قدره فتعين مستشارا في محكمة الاستئناف وعضوا في مجلس إدارة الأزهر. وأسند إليه أخيرا رئاسة الإفتاء في الديار المصرية سنة ١٣١٧ (١٨٩٩م) فقام بواجبات منصبه أحسن قيام إلى سنة وفاته سنة ١٣٢٣ (١٩٠٥م) وهو لا يزال يدعو إلى إصلاح الدين وذويه. وقد ألف كتبا عديدة أكثرها دينية كتفسير القرآن والرسالة في التوحيد. وبعضها منطقية وأدبية واجتماعية ومما لم نستحسنه له كتابه الإسلام والنصرانية. وفيه أشياء كثيرة لا توافق تعاليم النصرانية أخذها عن بعض أعداء النصرانية أو حملها على غير معناها. ولو راجع في ذلك علماء الدين المسيحي لوقف على الصواب

قالب:ع٤

هو أيضا من أركان النهضة الأدبية في أواخر القرن السابق وغرة القرن الحالي. كان من مولدي الجركس وكان أبوه حسن بك من أمراء المدفعية في الجيش المصري. ولد ابنه محمود في القاهرة سنة ١٢٥٦ هـ (١٨٤٠م) ثم تخرج في المدارس الحربية في مصر وتلقن فيها مبادئ العلوم فأحرز منها