صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/132

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولما وصف قصر أخيضر القديم في العراق وغير ذلك مما قضى منها العجب.

[المستشرقون الألمانيون]

كان أول من منيت به منهم الآداب الشرقية بعد نهاية الحرب في ٥ كانون الأول سنة ١٩١٩ الدكتور (مرتين هرتمان) (M. Hartmann) الذي عرفناه في بيروت زمنا طويلا ككنشليار دولة ألمانية. ولد في برسلو سنة ١٨٥١ وقضى في برلين. كان ابن أحد قسوس البروتستانت ورث منه تحمسه لمهذبه ومعاداته للكثلكة.. صرف أكبر قسم حياته في درس اللغات الشرقية ولا سيما العربية ونشر آدابها. وكان أحد منشئي مدرسة اللغات الشرقية في برلين والمتولين على نظارتها. وقد نشر كتبا عديدة تنبئ من طول باعه في العربية منها كتابه في الصحافة العربية في مصر سنة (١٨٩٩) وكتاب في العروض العربي وكتاب في الإسلام وأنشأ المجلة الإسلامية ومجلة عالم الإسلام ورحل إلى جهات مصر وسورية وتركستان وألف كتابا عربيا لتعليم اللغة الألمانية. وله انتقادات على رسالتنا السورية جاوز فيها حدود العدل ثم أقر لنا بمغالاته. وقد نشرنا له في المشرق مقالته في درس اللهجات العامية. أوصى عند وفاته أن تحرق جثته

وفي ١١ كانون الثاني ١٩٢٠ أسلم روحه في يد خالقه أحد آباء رهبانيتنا الألمانيين من كبار المستشرقين علما الأب (جان نيبوسيق ستراسميار) (J. N. Strassmayer) الذي كان متقنا للغات الشرقية لا سيما السريانية والعربية لكنه قضى معظم حياته في نشر الآثار المسمارية، وهو أول من وضع لها معجما بناه على كتاباتها الحجرية المحفوظة في المتحف البريطاني في لندن ونشر مع الأب اليسوعي لبنغ كتابا عن معارف الكلدان في الفلكيات استنادا إلى آثارهم القديمة التي حلا رموزها. وكان مع دروسه هذه يقضي ساعات من نهاره في خدمة كاثوليك لندن

وفي العام التالي في ٢٧ كانون الثاني ١٩٢٠ استأثر الله بأستاذ ألماني عالم وعامل المرحوم (كرستيان فردريك سيبولد) (F. Ch Seybold) مات في توبنغ بعد أن علم سنين طويلة. ولد في أوائل سنة ١٨٥٩ وبعد أن تخرج في جامعة توبنغ في علومها اللاهوتية والفلسفية واللغوية أنتدبه ملك البرازيل دون بدرو الثاني ليعلمه اللغات الشرقية