صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/122

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقد فقدت الآداب في عامنا الماضي بعض رجاله المعدودين أخصهم الكاتب الأديب الشهير (سليم سركيس) الذي رزى بوفاته حملة الأقلام لما أنسوه من تفننه في الكتابة توفي في ٣ ك٢ ١٩٢٦. كان مولده في بيروت في ١١ أيلول ١٨٦٩ فورث عن والده المرحوم شاهين حب الآداب. وبعد أن تخرج في المدرسة الوطنية ومدرسة عين زحلتا تعاطى فن الصحافة فبرع فيها وكتب زمنا طويلا في جريدة لسان الحال. له فيها مقالات رنانة. ثم ساح في أوربة فأنشأ في لندن جريدة (رجع الصدى) وفي باريس (كشف النقاب) مع صديقه الأمين أرسلان. ونشر في مصر جريدته المشير التي أثار فيها غضب الدولة التركية حتى حكمت عليه بالإعدام غيابيا ولم يسكت عن بعض أعمال الدولة الألمانية فناله بعض أذاها. ثم رحل إلى أميركا فأنشأ الراوي والبستان وعاد إلى مصر فأنشأ مرآة الحسناء وختمها بمجلة سركيس فثبت على نشرها من السنة ١٩٠٥ إلى آخر حياته. وهو لم يزل يكتب أيضا في جرائد مصر الكبرى كالمؤيد والأهرام وفي كلها ما يشعر بخفة روحه وفكاهة نفسه ولزومه الصدق في الكتابة. ومن آثاره وصفه لمراقبة المكتوبجي في بيروت أيام الاستبداد ومقالاته (في الزوايا خبايا) نقد فيها بعض أعمال الإرسالية الأمريكانية. وكتاب سر مملكة وغير ذلك مما كان يسر بطرائفه القراء. وهو لا يبالي بانتقاد ولو شط ببعض كتاباته وفي آخر ك٢ ١٩٢٦ أيضا توفي في بوغوتا كولمبية أحد المهاجرين إليها المرحوم (إلياس ناصيف رزق) تخرج في كليتنا البيروتية في الآداب العربية والفرنسوية وأنس من نفسه الميل إلى الكتابة فأنشأ مقالات نثرية وشعرية استحسنها الناس في الوطن والمهجر. وبرع أيضا في اللغة الإسبانية وأصاب في المهجر ثروة كبيرة بما أنشأ من الدوائر التجارية

وفي ١٩ آذار ١٩٢٦ لبى دعوة ربه (الدكتور حبيب الدرعوني) بعد أن استعد لأخرته استعداد الأبرار فختم حياته بالصلاح كما قضاها بالبر وعمل الخير. ولد المرحوم في زحلة وتلقى العلوم الأدبية والطبية في كليتنا البيروتية فكان من أنجب وأفضل طلبتها. وقد زاول فن الطب بكل نشاط ونزاهة ومحبة خاصة للفقراء. وعني مدة في مكتبنا الطبي بمعالجة داء الكلب. وكان الدكتور كاتبا بارعا يحسن الكتابة بالعربية والافرنسية له فيهما عدة آثار منها ما نشرناه في مجلة المشرق. وكان ينظم